التصنيفات
مقالات راشد

إطار التلميع والتشويه

وضع الشيء في إطار أحد الوسائل المؤثرة والفعالة في الجمهور، وهي وضع الشيء في إطار جميل أو قبيح لتغيير طبيعة هذا الشيء لدى المشاهد. فتأمل مثلا تلك القطعة الفنية الجميلة التي توضع في إطار بلاستيكي رديء، فذلك الإطار الذي وضعت فيه الصورة هو الذي قبحها، بالرغم من أن الصورة جميلة .

والغرض من هذا الإطار الذي يوضع على الفكرة، هو إما إبراز الجوانب الإيجابية في الفكرة وإخفاء سلبياتها. أو إبراز الجوانب السلبية في الفكرة وإخفاء إيجابياتها، فهي تستخدم إما لتلميع فكرة أو تحطيم وتشويه فكرة أخرى. وكلا الإطارين يستخدمان بكثرة في في المشاهد الإعلامية.

مثال لإطار تشويه الصورة: حينما يتم تصوير المسلم أو العربي دائما في الأفلام أو التقارير الإعلامية على أنه شخص وحشي متخلف يربط عمامة مهترئة على رأسه ولا يفهم شيئا، ومعه مال كثير يرميه على النساء ويبذره في كل مكان. وتجده إما سكير أو خائن ينتهز الفرصة ليطعن من الظهر.

مثال لتلميع الصورة: حينما يتم تصوير الغربي على أنه المنقذ للعالم من الأخطار، وأنهم أتوا لحماية الفضيلة والعدالة وأنهم جاءوا لحماية البشرية من الأشرار، وأنهم أصحاب العلم والحضارة، وكثيرا ما يكون العدو عربي أو مسلم بعمامة محترقة. أو مجرد وحوش أو برابرة يتقاتلون مع حماة العدالة.

ليس هذا فحسب بل هناك ما هو أخبث من هذا حيث يتم استخدام تقنية الإطار في تطبيع فكرة أو سلوك قبيح كالإلحاد والأسئلة الوجودية، والسدومية أو العلاقات الجنسية أو الخيانة الجنسية، أو لخلق تعاطف ضمني من المشاهد تجاه السلوك المراد تطبيعه.

وكلا المثالين لم تكن الشخصيات أو الأفكار فيه على حقيقتها، إنما وضعت في إطار تلميع أو تشويه.

وبالمناسبة فإن هناك أفلاما وثائقية تحدثت عن نقطة (تشويه العرب والمسلمين في الأفلام)، فأنصحكم بمشاهدتها.

شاركنا بمثال مما عايشته أو شاهدته، عن التشويه أو التلميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *