الأفلام والمحتوى المرئي بلا منازع هي أقوى مؤثر على سلوك الفرد وعلى ثقافة المجتمع. وبما أن المصادر العربية التي تناولت هذا الموضوع بحجمه قليلة. فإن هذا المقال سيكون عن الأفلام والقادم سيكون عن وسيلة أخرى من وسائل الإعلام للتأثير على المشاهد.
استخدم كثير من القادة قوة الأفلام لجذب الجمهور إليهم أو إلى أفكارهم، فاستخدم هتلر وستالين وغيرهم الأفلام التي تمجد أفعالهم والتي تنصر أفكارهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة (ناعمة).
فالأفلام في نظر الأغلبية قديما وحديثا هي وسيلة ترفيهية لا أكثر ولا أقل، ولا يدركون مدى تأثر أفكارهم وسلوكهم بها. وهناك نوع من المشاهدين يأخذ (معلوماته)من تلك الأفلام ويسلم بها، سواء كانت أفلاما( تاريخية، رومانسية…إلخ). وهو لا يدرك أن المنتجين والقائمين على الفلم يريدون إعطائه المعلومة التي هم يريدونها بغض النظر عما إذا كانت تلك المعلومة صحيحة أم خاطئة، فهم في النهاية يريدون توجيهك نحو سلوك معين.
يستخدم أكبر صناع الأفلام المحتوى (الصادم) للمجتمع ومعتقداته وأخلاقه بشكل تدريجي. مما يجعل أثر الصدمة والمقاومة التي حدثت في نفسية المشاهد تذهب مع تكرار نفس هذا المحتوى. وربما يغرس في المشاهد عادة قبيحة كالتدخين أو سلوك منحرف، وليس هذا فحسب بل تستخدم هذه التقنية في تطبيع فكرة معينة كالشذوذ والالحاد وغيره أعاذنا الله وإياكم منها.
كيف يحدث ذلك؟
تُستَخدم (الدعاية، الممثل، الدراما، البيئة المحيطة للممثل من عائلة ومجتمع وتقاليد،اللقطات والمشاهد العابرة،…إلخ). كل هذه الوسائل كفيلة بأن تغير جذريا في عقلية وتوجهات المشاهد، وصانعي الأفلام يستغلون هذه النقطة بشكل فعال وخبيث جدا.
وسنأخذ الممثل كمثال لأنه من أقوى الوسائل تأثيرا. حينما يكون الممثل مجرما وسفاكا للدماء، ثم يأتي في آخر الفلم ويضحي بحياته من أجل عائلته التي يحبها. ألم يخلق شعورا بالعطف والحنان عليه، ويبدأ المشاهد بتقبل جرائمه وتبريرها بالرغم من أنها تعارض إنسانيته فضلا عن دينه. وقس على ذلك أحداث كثيرة مشابهة. حيث يُستخدم الفعل المشين مع حدث مؤثر أو محزن أو يدعو للشفقة على فاعله فيؤدي بقبول المشاهد ضمنيا لذلك الفعل.
إذا الذي عليك هو أن (تنتقي) ما تشاهده لأنه سيؤثر عليك شئت بذلك أم أبيت. وهنا تأتي فرصة عظيمة للمبدعين والمنتجين للمحتوى المرئي. وهي إنشاء الأفلام الهادفة والمفيدة والرسوم المتحركة التي تستند على مصادر موثوقة. ولديك منصة اليوتيوب لبدء إبداعك وتأثيرك.
المراجع: كتاب حروب العقل.