أضحى استخدام الأجهزة الذكية، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي من أكثر الملهيات والصوارف عن حياة الإنسان الواقعية، وأصبحت ملجأ للهروب من ضغوطات الحياة والواقع، ومسكنا لآلام الماضي وهموم المستقبل. ولا عجب أن صنفه البعض كأحد أنواع الإدمان السلوكي.
سأعطيك ٣ إضاءات يحسن بك أن تتأمل فيها جيدا، لتعلم سبب حالة الفراغ والكسل والإحباط الدائمة التي ترافقك يوميا، وقد لا تعلم أن الجوال ومواقع التواصل الاجتماعي لها دور كبير في تعزيز الفوضى والفراغ.
لا تدعك تستمتع باللحظة: متى كانت آخر مرة سرحت فيها بمخيلتك وأفكارك لمجرد منظر خلاب رأيته، أو لمجرد أنك تقود سيارتك أو تمشي في جبال أو تلال أو وديان، لتتأمل بديع صنع الله وفي جمال الحياة من حولك. ولكن الجوال سرق منك هذه اللحظة بإشعار منه.
تجعلك سطحيا على المدى البعيد: تخيل أنك لا تقضي ١٠ دقائق إلا وينقطع حبل أفكارك، باتصال طارئ أو بإشعار من تطبيق، أو حتى وأنت تتصفح جهازك بحثا عن مهمة عليك فعلها، ثم تجد أنك نسيتها، وأنك انشغلت بتصفح الرسائل أو الفيديوهات الواردة إليك.
تشغل عقلك وتفكيرك: متى كانت آخر مرة انهمكت في إنجاز مهمة لمدة ٤ ساعات متواصلة ولم تشعر فيها بنفسك؟ الانتباه والتركيز عملة نادرة في عصر الجوال ومواقع التواصل الاجتماعي، وطوال يومك تكون قد حصلت على كم وفير من المعلومات التافهة والتي لن تنفعك أبدا.
وهذا بدوره يجعل تفكيرك ضحلا وتافها، لا تفكر إلا في سيارة فلان، وثروة علان، وفضيحة فلانة، ومقتل فلان، والحرب والتفجيرات الفلانية، وستدخل في دوامة لا حصر لها من التفاهة.
المصادر: كتاب مصيدة التشتت