هل سمعت من قبل بمصطلح الهندسة الاجتماعية؟
إنه مصطلح غريب بالمقارنة بما نعرفه عن الهندسة بشكل عام. فالمهندس التقليدي هو من يقوم بتصميم وتخطيط وإنشاء المباني وتشييد الجسور والطرق. معتمدا في ذلك على مبادئ الهندسة العلمية من فيزياء ورياضيات.
أما المهندس الاجتماعي: فإنه يقوم بتصميم وعي شريحة كبيرة من الناس. بل ويقوم بتخطيط سلوكهم وفق النمط الذي هو يريده. معتمدا في ذلك على التأثير المباشر وغير المباشر، وعلى مايريد أن يزرعه في عقل المتلقي.
إذا من هم هؤلاء المهندسون ؟ إنهم شركات مواقع التواصل الاجتماعي، وشركات الدعاية والإعلان والأفلام،والساسة، ووسائل الإعلام بمختلف أشكالها، وأولها الانترنت والسينما والتلفاز.
وعلى كل حال فإن الهندسة الاجتماعية هي سلاح ذو حدين فيمكن أن يستخدم في الشر ويمكن أن يستخدم في الخير. فالعبرة بما يختاره المُشاهد من تلك المَشاهد التي يشاهدها. فإن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر.
سنضرب مثالا على الاستخدام الأسود للهندسة الاجتماعية. هتلر حينما أراد أن يبني امبراطوريته كان يحتاج لكم هائل من الجنود الشجعان والمخلصين، فماذا فعل؟
قام بحملات الدعاية والإعلان بواسطة وزيره جوبلز. ورفع الشعارات البراقة للصليب المعقوف. و جعل من الراديو أداة غرس العظمة والزهو في نفوس الألمان، وأشعرهم بتفوقهم وتفوق ما يسمى بالعرق الآري.
فجعلت تلك الدعايات الضخمة الفلاح والفقير والمعدم والشاب الصغير ينضم إلى هتلر ويصبح جنديا مخلصا ومقدما حياته ثمنا له. وفي النهاية حقق هتلر مراده بالحصول على الجنود وأودى بحياتهم في حروبه. نعم إنها بتلك الدرجة التي تجعل أناسا يدفعون حياتهم ثمنا لما يريده ذلك المهندس الاجتماعي. وهي بذلك التأثير الذي يمكن أن يقلب رواسخ الإنسان وثوابته رأسا على عقب، ويتحول بين ليلة وضحاها من من عدو إلى جندي مخلص أو العكس.
ما رأيك في هذه الهندسة ؟
المراجع: كتاب حروب العقل