تشمل استراتيجية التحسين المستمر مسارين لتطبيقها بشكل فعال ونافع، المسار الأول: القضاء على العادات السيئة أو تقليل ممارستها بشكل كبير، وهذا ما سنتحدث عنه اليوم. المسار الثاني: بناء العادات الإيجابية وهذه سنتحدث عنها في المقال القادم.
المسار الأول: قلل من من ممارستك لعاداتك السيئة، فبدل أن تشرب قهوتك بملعقتين من السكر اجعلها ملعقة، وبدل أن تطلب كوب عصير كبير الحجم إجعله متوسط أو صغير. وبدل أن تركب المصعد إصعد الدرج.
وهناك أمر أهم وهو مكافحة معاصيك وذنوبك التي ما زلت مصرا عليها، فإن كنت تاركا لصلاتك، أو كنت مدمنا على الإباحية أو العادة السرية، أو التدخين، أو غير ذلك. فهذا أول أمر عليك أن تقوم به وعلى الفور. لأنه أمر متعلق بحق الله عزوجل عليك. وثق ثقة تامة أن خطواتك البسيطة إلى الله خصوصا هي مفتاح كل خير في حياتك.
إبدأ بمكافحة المعصية الأسوأ: فتركك للصلاة المفروضة أعظم إثما من إدمانك على الاباحية أو التدخين أو حتى من أي معصية أخرى، فعليك بعمل ما فرضه الله عليك ثم تأتي للمعصية التي بعدها وهكذا، وإن كنت قد بدأت بالفعل بالتخلص من معاصيك، ومزاحمتها بسيل من الأعمال الصالحة فقد وفقت وهديت لخير عظيم.
وعلى صعيد استخدام الأجهزة الإلكترونية لماذا لا تحذف التطبيقات التي ليس لها أهمية، وتقلل من متابعة التافهين وصناع المحتوى الذين لن يقدموا لك فائدة حقيقة في حياتك. وفي المقابل تستبدل أولئك التافهين بآخرين يثروا حصيلتك المعرفية ويساعدونك على التغلب على عاداتك السيئة بالنصائح التي يقدمونها.
ولكن سأخبرك بسر مهم جدا: أنت بشر: فلا تتوقع أنك لن تسقط في رحلة مكافحتك لمعاصيك و لعاداتك السيئة أو أنك لن تتعثر ولكن إذا سقطت تب واستغفر ثم عاود حاول مكافحتها مرة أخرى، ثم إذا سقطت مرة أخرى تب وعد واستغفر وحاول مرة أخرى. وهكذا حتى تهلك وأنت تحاول لا أن تهلك وأنت مستسلما مصرا. فالله غفر لقاتل ١٠٠ نفس لعلمه بصدق توبة ذلك الرجل.
برأيك: ما هي أفضل طريق للتغلب على العادات السيئة؟
المراجع: كتاب العادات الذرية، قصة قاتل المئة نفس وردت في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري