التصنيفات
مقالات راشد

روتين التسعين لتحطيم الاباحية

إدمان الاباحية من أكثر أنواع الإدمان شيوعا في عصرنا الحالي، والإحصائيات تشير إلى نسب تصفح هائلة من الشباب خصوصا ومن مختلف الأعمار عموما. وبالفعل أصبح إدمان سلوكي، يؤدي لنتائج كارثية على المدى البعيد إذا لم يتم الإقلاع عنها. فآثارها الدينية والنفسية والاجتماعية على الإنسان يجمع عليها كل مدمن لها. وفي هذا المقال سأخبرك كيف يمكنك أن تحطم هذه الاباحية المقيتة.

البنية النفسية: دعونا نتعمق لننظر للصورة الخفية التي لا تظهر عن هذا الإدمان، إدمان الاباحية غالبا ليس سببه قضاء شهوة أو إفراغها فقط، بل هو أفكار نفسية مشوهة خلقت ضغطا نفسيا أدى لهذا السلوك الإدماني، فمثلا قد يكون المدمن تعرض لتحرش في صغره، أو تعرض لتنمر أو اعتداء جسدي من أحدهم عليه، أو قد يكون منعزلا اجتماعيا، فينفس عن هذه الضغوطات بالهروب لفخ الاباحية. وما علم أنها ستزيد الأمر سوءا.

نمط الحياة: راقب نمط حياتك هناك عادات تقوم بها تؤدي بك للاباحية، وأسرد لك بعضا منها: التهاون في الصلوات، تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، متابعة المسلسلات والأفلام الأمريكية والاجنبية عموما، الفراغ القاتل، الكسل والخمول، الصحبة السيئة.

البدائل الصحية: سأخبرك بسر خطير أنت تفشل في الاقلاع عن الاباحية خصوصا وعاداتك السيئة عموما، لعدم توفيرك بدائل تحل محل عاداتك القديمة السيئة، صلواتك الخمسة المفروضة أولا، انتق صحبتك الصالحة التي تشجعك على العمل وعلى الخير، لا تجلس فارغا، اقرأ مارس الرياضة، مارس هواياتك المفضلة. قم بعمل تجاري. أخرج وشارك في تنمية مجتمعك وأمتك، تطوع في الفرص التطوعية. إرفع الحديد والأثقال. لا تكسل.

سأعيد عليك ثلاثية تحطيم الاباحية: حلل وراقب ما يسبب لك ضغطا نفسيا. راقب نمط حياتك وعاداتك التي تقوم بها. ثم وفر بدائل صحية تقوم بشغل وقتك بها وتفرغ طاقتك بممارستها، وخطط في كيف تتعامل مع كل أمر من هذه الثلاث.

في الختام أذكرك أن معركتك مع الاباحية ليست معركة من أجل تحسين جودة حياتك أو لزيادة رفاهيتك، بل هي في الحقيقة معركة لإزالة الشوائب والظلمات التي تعترض طريق سيرك إلى الله عزوجل. فالنظر لما حرمه الله هو بحد ذاته معصية عليك أن تستغفر وتتوب وتقلع عنها. فاطلب من الله في دعائك وصلواتك أن يعينك على تركها.

أخيرا: قد تتعثر وتسقط وأنت تحاول، فكل ما عليك هو أن تستغفر وتتوب إلى الله وتكمل المسير، حتى وإن تكرر منك هذا الأمر ألف مرة، في كل مرة تسقط تب وعد إلى الله فهو المعين، وما دمت تستغفر وتتوب وتندم بصدق على ذنبك فأنت على خير وإن تتكرر منك الذنب مرة أخرى. كما في الحديث الصحيح الذي سأرفقه في التعليقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *